خطبة بعنوان صور المال الحرام وأضراره على الفرد والمجتمع للشيخ ماهر خضير
لتحميل الخطبة بصيغة word إضغط هنا
صور المال الحرام وأضراره على الفرد والمجتمع
الحمد لله رب العالمين قدر الأرزاق وفق مشيئته فمن الناس ممنوح ومسلوب شهدت له الكواكب في شروقها والغروب وأقرت به الأحياء في مطعومها والمشروب ,وأشهد أن لا إله إلا الله ذو العرش رفيع الدرجات المنزه الذات عن الاختصاص بالجهات حكيم خبير أوجد على مراده الكائنات، وما لها من حركات وسكنات , وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله سيد الأسياد سيد الأولين والآخرين من حاضرٍ وبادٍ، خير من دعا وهدى وبالخير العظيم جاد
أما بعد عباد الله فإن أرزاق العباد كلهم على الله تعالى وحده قال تعالى (وما من دآبة فى الأرض الا على الله رزقها) ولقد عتب على هؤلاء الذين يقتلون أولادهم بغير حق لا لشيء إلا الخوف أن يأكلوا من طعامهم فيقللوا عليهم أرزاقهم، فقال سبحانه: ” وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ” [الإسراء: 31].
وقال تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ “[العنكبوت:60].
وعن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِعَطَاءٍ فَرَدَّهُ عُمَر، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِمَ رَدَدْتَهُ))، فَقَالَ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا لأَحَدِنَا أَنْ لا يَأْخُذَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا”، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا ذَلِكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ، يَرْزُقُكَهُ اللَّهُ))، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا يَأْتِينِي شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ أَخَذْتُهُ””
وكان ابن عباس يقول: احْفَظُوا هذا الحديث، وكان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يدعو به بين الركنين: ((رب قنِّعْني بما رزقتني وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير))
ومما يروى أن إبراهيم بن ادهم رحمه الله جلس يوما ووضع بين يديه بعضا من قطع اللحم المشوي فجاءت قطة فخطفت قطعة من اللحم وهربت،فقام وراءها واخذ يراقبها فوجد القطة قد وضعت قطعة اللحم في مكان مهجور أمام جحر في باطن الأرض وانصرفت فازداد عجبه وظل يراقب الموقف باهتمام وفجأة خرج ثعبان أعمى فقأت عيناه يخرج من الجحر في باطن الأرض ويجر قطعة اللحم إلى داخل الجحر مرة أخرى،فرفع الرجل رأسه إلى السماء وقال سبحانك يا من سخرت الأعداء يرزق بعضهم بعضا.
ولله در سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال
لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ
صمَّاءَ مَلْمُومَةٍ مَلْسٍ نَوَاحِيهَا رِزْقٌ لِعَبْدٍ يَرَاهُ اللهُ لانْفَلَقَتْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَيْهِ كُلُّ مَا فِيهَا أَوْ كَانَ تَحْتَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَطْلَبُهَا لَسَهَّلَ اللهُ فِي الْمَرقَى مَرَاقِيهَا حَتَّى تُؤَدِّي الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهُ إِنْ هِيْ أَتَتْهُ وَإِلاَّ سَوْفَ يَأْتِيهَا |
عباد الله
ليس معنى ان الرزق مضمون ان يتواكل المرء ويترك عمله بل على الإنسان أن يسعى في أسباب الزرق لأن الرزق نفسه مقرون بالعمل كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.في حديث ابن مسعود رضى الله عنه: “أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد”[1]
فالإنسان مأمور بالسعي والأخذ بالأسباب لذا قال ابن عيسى: المعيشة طلب أسباب الرزق من المطاعم والمشارب
ايها المسلمون
ان الرزق له أسباب دنيوية وأسباب شرعية يتعلق بهما الاجر والفلاح والبركة فيه فإن احسن العبد فى الأخذ بالأسباب كان الفلاح فى الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقول لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) الأعراف ووعد ربنا تعالى بالمزيد لمن شكر (لإن شكرتم لأزيدنكم) ابراهيم
ولقد جبل الإنسان على حب المال وحب المتاع قال تعالى (وإنه لحب الخير لشديد) [2] وقال تعالى (وتحبون المال حبا جما)[3] ولذا نجد كثير من بنى البشر فتنه المال وكان سبباً فى غوايته فأخذ يجمع المال من حله وحرامه دون خوف من الله تعالى متعجلا بذلك ورحم الله مجاهد حينما قال: لا تستعجلوا أكل الحرام؛ فإن الحلال يأتيكم.
نعم الحلال آتيك فلا تتعجله فتأخذه فى الحرام لان الحرام مهلكة لذا قال بعض السلف (إن العبد يأكل أكله فيتقلب قلبه فينغل كما ينغل الأديم ولا يعود إلى حاله أبدا )
ورحم الله سهل رضي الله عنه حينما قال (من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى علم أو لم يعلم ومن كانت طعمته حلالا أطاعته جوارحه ووفقت للخيرات ) فكن حريصا على الا يدخل جوفك الا الحلال الطيب ولا تغتر بيسر الحرام ولا تثتثقل الحلال قال بعض السلف (إن أول لقمة يأكلها العبد من حلال يغفر له ما سلف من ذنوبه ومن أقام نفسه مقام ذل في طلب الحلال تساقطت عنه ذنوبه كتساقط ورق الشجر)
ومن العجيب ان هناك أناسٌ يأكلون الحرام ويحلونه لانفسهم بشتى الطرق
ولله در من قال
وَفِي الناسِ مَن ظُلْمُ الوَرَى عَادةٌ لَهُ … وَيَنْشُرُ أَعْذَارًا بهَا يَتَأوَّلُ
جَرِيءٌ عَلَى أَكْلِ الحَرامِ ويَدَّعِي … بأنَّ لَهُ في حِلَّ ذلك مَحمَلُ
فَيَا آكِلَ المَالَ الحرامَ أَبِنْ لَنَا … بأي كتابٍ حِلُّ مَا أَنْتَ تَأْكُلُ
ألَمْ تَدْرِ أنَّ الله يَدْرِي بِمَا جَرَى … وبَينَ البَرايا فِي القَيِامَةِ يَفْصِلُ
حَنَانِيكَ لاَ تَظْلِمْ فإنَّكَ مَيِّتٌ … وبالموتِ عَمَّا قَدْ تَوَلَّيتَ تُسْألُ
وتُوقَفُ لِلْمَظْلُومِ يَأْخُذٌ حَقَّهُ … فَيَأْخُذُ يَومَ العَرْضِ مَا كُنْتَ تَعْمَلُ
فَيَأْخُذُ مِنْكَ اللهُ مَظْلَمَةَ الذِي … ظَلَمْتَ سَرِيعًا عَاجِلاً لا يُؤَجَّلُ
ولقد جاء الشرع الحكيم محرما ومجرما لأكل الحرام بشتى صوره وألوانه فمن صور المال الحرام ما جاء من الخداع فى التجارات والمعاملات بين الناس والغش والتدليس فقال تعالى ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
ومن صور الحرام خيانة الأمانات وأكل حقوق الناس عامة واليتامى على وجه الخصوص فقال تعالى ( وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً ) وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً )
ومن صور الحرام أكل السحت وهو المال الحرام المذموم فنهى عنه ربنا تبارك وتعالى حيث قال (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
من صور المال الحرام التسول وسؤال الناس بلا حاجة أو ضرورة ، فالتسول سبب لمحق بركة المال ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ ، فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا ، فَتُخْرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ ” أخرجه مسلم
ومن صور المال الحرام بيع سلعة تقليدية أو تجارية على أنها سلعة أصلية ، ولا يخفى على كل مسلم ما لهذا العمل المشين من خيانة للمسلمين
من صور المال الحرام : أخذ الرشوة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي) إسناده حسن.والرشوة: هي ما يعطاه الموظف لكي ينجز العمل، أو لكي ينجز العمل على غير وجهه
ومن صور المال الحرام التعدي واستحلال المال العام وهو ما يسمى الغلول وسرقة المرافق العامة من كهرباء ومياه ومواصلات جاء في صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أي على متاعه)رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي النَّارِ فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا)
ومن صور المال الحرام كل ما كان مصدره من شيء محرم مثل الكهانة والسحر والشعوذة والخمر والمسكر والربا وغيرها مما حرمه الله تعالى فى كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
ومن صور المال الحرام ادعاء ما ليس لك من ارض او عقار سواءا ملكا خاصا او عاما فعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ )(البقرة/ 188) قال: هذا في الرّجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بيّنة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكّام، وهو يعرف أنّ الحقّ عليه، وقد علم أنّه آثم، آكل حرام) .
وقال قتادة عند قوله تعالى وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ.. اعلم يا بن آدم أنّ قضاء القاضي لا يحلّ لك حراما، ولا يحقّ لك باطلا، وإنّما يقضي القاضي بنحو ما يرى وتشهد به الشّهود، والقاضي بشر يخطىء ويصيب، واعلموا أنّ من قضي له بباطل أنّ خصومته لم تنقض حتّى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضي على المبطل للمحقّ بأجود ممّا قضى به للمبطل على المحقّ في الدّنيا .
عباد الله
إن المال الحرام له مضاره على الفرد وعلى المجتمع عامة
فعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام
وقال ابن رجب- رحمه الله-: «أكل الحرام وشربه ولبسه والتّغذّي به سبب موجب لعدم إجابة الدّعاء» .
وإياك اخى الكريم ان تأكل الحرام ثم يغريك الشيطان بأنك لو تصدقت أو أنفقت أو حججت كفر عنك فهذا سفيان الثوري رضي الله عنه يقول : من أنفق من الحرام في طاعة كان كمن طهر الثوب النجس بالبول، و النجس لا يطهره إلا الماء، والذنب لا يكفره إلا الحلال، وقال الإمام علي كرم الله وجهه: إن الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب وشبهتها عتاب
وقال عمر: كنا ندع أربعين بابًا من الحلال مخافة الوقوع في الشبهة من الحرام، وإنما الورع في الحلال، وأما الحرام فتركه واجب قال ابن رجب: (قال بعض السلف: ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلى من خمسمائة حجة)
الدانق: سدس الدرهم. ومن مضار أكل المال الحرام أنه
1- حرمان إجابة الدّعاء.
2- دليل على خسّة النّفس ودناءتها.
3- طريق مؤدّ إلى النّار وغضب الجبّار.
4- يورث البعد عن الله، والمقت من النّاس.
5- أكل الحرام يحبط ثواب العمل الصّالح والكلم الطّيّب.
6- دليل على ضعف الدّين وعدم اليقين.
7- يدمر اقتصاد الأمم ويوجد طبقات معدمة وطبقة من اللصوص والسارقين
8- أكل الحرام يقضى على الانتماء للوطن والمجتمع ويوجد طبقة من المنتفعين اصحاب المصالح الشخصية
عباد الله احذروا فكم من الناس حرموا لذة الأكلة الحلال، وحرموا بركة المال، وحرموا صلاح العيال بسبب أكل الحرام من رباً وغش وخداع وسرقة وحلف كاذب، وربما أنك تركع وتسجد وترفع يديك بالدعاء، فأنى يستجاب لك ؟! اسمع لقول الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]
عباد الله لنراقب أموالنا، ولنحرص على أكلنا وشربنا ولبسنا، وربما دخلنا من إهمالنا في أعمالنا ووظائفنا.
أيها الإخوة يقول وهب بن الورد: لو قمت في العبادة مقام هذه السارية لن ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك: حلالٌ هو أم حرام”.
وقيل لـ سفيان رحمه الله: لو دعوت الله؟ فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء.
ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [بالورع عما حرم الله يقبل الدعاء والتسبيح]
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الاولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أجمعين وبعد
أيها المسلمون
أعلموا أن المرء مسؤول يوم القيامة، عن مصدر أمواله وموردها، بل لا تزول قدماه حتى يسأل، من أين آلت إليه هذه الأموال، وفي وجوه الحلال أم في وجوه الحرام أنفقها ؟
عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم) أخرجه الترمذي
عبدالله لن تهزم عدوك الا بأكل الحلال والبعد عن الحرام
فهذا يوسف بن أسباط يقول:” إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد وينصب، فقد كفاكم نفسه”
وقال يحيى بن معاذ:” الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال”
عبدالله احذر المال واللقمة الحرام وكن طيب المطعم والمشرب والملبس وكن كما كان الصالحون فلقد كانوا رحمة الله عليهم يؤكدون على هذا المعنى كثيراً حتى أن الفضيل رحمه الله لما أراد أن يعرف أهل السنة قال: أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال”
الدعاء ……………. وأقم الصلاة
أعدها الفقير الى عفو ربه لقد كانوا رحمة الله عليهم يؤكدون على هذا المعنى كثيراً حتى أن الفضيل رحمه الله لما أراد أن يعرف أهل السنة قال: أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال”. / ماهر السيد خضير
امام وخطيب وزارة الاوقاف
[1] رواه البخارى كتاب بدأ الخلق والامام مسلم كتاب القدر
[2] العاديات
[3] الفجر
ينقصها القصص وجزاكم اللة خيرا